لـمـحـة ذاتـيـة

بدائل حضارية عن الغرب

نتمنى لهذا الملتقى ان يجمع نساءً ورجالاً من مختلف اصقاع العالم العربي؛ اشخاص ذوي رؤية نهضوية حقيقية حققوا انجازات في مختلف ميادين الحياة، مهما كبُرَ او صغُرَ حجمها.

نتمنى ان نتبادل وجهات نظر براغماتية ورؤيوية تحاكي النهوض بمجتمعاتنا العربية ومن ثم تقييم سرعة تطبيقها واقعياً.

نرجو ان نمتنع عن مناقشة السياسة والدين، والابتعاد عن النظريات العبثية وبخاصة نظرية المؤامرة. كما نتمنى من المحاورين الالتزام الدائم بالاخلاق في نقاش حضاري ونقديّ هادف ومتّزن وموضوعي، يهدف الى المضي بمجتمعاتنا قِدماً على مختلف الاصعدة.

نحن فريق من الاشخاص الذين عاشوا سنيناً طويلة في الغرب وتفاعلوا مع الغربيين المقيمين في منطقتنا العربية؛ ولأسباب موضوعيّة ومن باب النقد البنّاء والاحترام للاختلافات الثقافية فإنّنا اختبرنا وتعمّقنا في فهم الاسباب والعوامل التي تحيل شعوب الغرب واقتصاداته متقلّبين متذبذبين ولا يمكن الاعتماد عليهم. لكل ثقافة حسناتها وسيئاتها، لكنا إذا وضعنا هذه الحقيقة جانباً، وجدنا أن غالبية الدول الغربية تتمتع بقيم مادية ساحقة لا تجعلها مؤهّلة للقيادة بالشكل الذي تسوّق لنفسها به.

يمكننا لحسن الحظ النظر إلى الشرق من أجل بدائل أفضل عن أسلوب حياة الغرب. فالمجتمعات الشرقية تقيم توازناً صالحاً بين الأعراف الأخلاقية والاجتماعية الصحية دون أن تبطل غايات الشركات والأعمال.

وتشكل اليابان، والهند، وروسيا والصين أهمّ أمم الشرق التي نجت من أفخاخ عسل الثقافات الغربية لتحقق مستويات عالية من النجاح ولو بشكل متفاوت.

إن الغرب أكثر حاجة إلينا مما نحن إليه، سيما لناحية الدول المنتشرة في الغربي المتكلة بشدة على الموارد الطبيعية للشرق، وثرواته القومية، ومقدّراته الفكرية والعلمية، وأسواقه الاستهلاكية وتراثه الثقافي العالمي. يتسّم العالم الغربي بالقدر القليل من الأهمية، لكنه ليس بالشيء العظيم، ولا بدّ في الواقع من التعامل معه بتوجّس وبجرعات محددة.

تحظى الاقتصادات الشرقية والعربية على وجه الخصوص بالمصادر المطلوبة كرأس المال والمهارات، مما يدفع للسؤال لماذا لا نستخدم عموماً مقدراتنا بالشكل المفروض.

لقد حقق الغرب قفزات ونجاحات في مجالين أساسيين: قبول المخاطرة، والحوكمة الجيدة. وهاتان الصفتان اساسيتان لتشجيع الابتكار تطبيق مبدأ المحاسبة او المكافأة على المستويين الفردي والمجتمعي. وإني لا أرى أية عوامل نجاح أخرى لا نحظى بها نحن الشرقيين وبوفرة. وكلا الصفتين هما ضمن المقدرات الإنسانية التي يمكن استغلالها على الدوام على افتراض أننا نملك إرادة السلطة الكافية.

شاكرين لكم مساهماتكم،