أمّي…لم يفرّقنا الموت.
باكراً في الحياة حضنتني؛
ومن ثمّ مددتُ يدي إليك في السموات
تغيّر التواصل وليس الحبّ… فذاك قد تكثّف في النواة.
لن تكون الساعة قريبةَ عندما يرتئي الخالق استرداد شعلته،
فأنا أتوق الى رؤية تلك البسمة الدافئة
وإلى سماع تلك النبرة الحازمة
والتمعّن بشخصيّتك الآسرة.
عندها، فقط، سأتيقّن من أنّني قمت بواجبي كاملاً عندما رعيت الأبناء.
أمّي، كنت ولا أزال أتحرّق شوقاً الى أوّل لحظة تتلامس بها عظامي بعظامك؛ في لحظةٍ يتجمّد خلالها الزمن ويرتعش فيها طيفي ويرتعد،
ومن ثمّ… من الرماد وإلى الرماد نعود.
لكنّ الحارس بادَر وتآمَر وحرَمني حتّى من ذلك الامتياز
عندما وطأت قدمه مثواك…
لذلك ها أنا أتضرّع للريح:
هبّي وبعثري وانشري ذرّاتي في رحاب المعمورة
فأنا… جزء من ذلك الغبار.