

Great leaders surround themselves by qualified and competent people who can challenge them and propel them to higher heights. Many others surround themselves by less capable ones in order to have the last word and dominate
Now, and I say this with the most sorrow and heaviest of hearts; Lebanese leaders, and one particular group in the political class, surrounds itself with minions, Yes-men, henchmen, and whipping boys of the worst possible calibre. The level of amateurship, incompetence and corruption is mind-blowing
Just to hear them talk nonsense and non-stop is physically gut-wrenching
For a country capable of so much more… Words escape me
NB
It’s really unfair to minions to use their photo to illustrate my point. Minions are fun and cute little things
I admire the Private Initiative of the Lebanese People. But, presently, the Lebanese are doing a Mistake. By trying to make up for the flagrant and disgraceful incompetence of the cabinet and claiming that we don’t need the State to rebuild, my compatriots are relieving the ruling class out of its duties and responsibilities – they’re allowing it to decompress the mounting Pressure and Public Wrath; they’re unknowingly bailing it out
Private initiatives cannot substitute the central government: Private initiative could not have solved the 2015 waste crisis. It could not have prevented the bankruptcy of the economy. Private initiative could have never compensated for damages from the 2006 aggression. If we have to live and die by private initiative, let’s stop paying taxes and rule our private fiefdoms
It’s about time we channel our capabilities in the right and effective way and to confront head-on, the root-cause of our endless miseries
I was brought up in the area devastated by the explosion; I have endless memories as I know every square centimetre of the area. Every square meter holds a cherished memory that shall end with my dying breath
I am eternally grateful for the private initiative and for those who are whole-hardheartedly putting in an effort, but, we DO need a State and it’s about time for a COLLECTIVE effort and a one GREAT and FINAL push. It’s time to channel the attention into the Right Direction
برأيي، إنّ كثيرًا من المفكّرين والصّحافيين العرب يسلّمون بكلّ ما تلفظه الماكينات الغربيّة كحقائق مُطْلَقة من دون أدنى مُقارعة أو مُقاربة نقديّة. هم بذلك يسلّمون سلفًا بوهم (التّفوّق الحضاريّ الغربيّ) ويعزّزون إحباط مجتمعاتهم وشعور مواطنيهم بالعجز والاستسلام. هم –كثيرًا- ما ينطلقون من وجهةِ نظرٍ غربيّةٍ لمعالجة شؤوننا كأنّ الأخيرة هي المعيار والهدف.
كلّما «دقّ الكوز بالجرّة»، يحملُ صحافيٌّ ما نفسه ويحطّ رحاله في واحدٍ من أفخم فنادق الدّول الغربيّة مرتميًا في أحضان الأجنبي بدلًا من أن يُدافع عن قناعاته وقضيّته ومبادئه من موطنه الأمّ. يُسوّغُ مُعظمُ الصّحفيّين القاطنين في الخارج تقلّص هامش الحريّة في مواطنهم، وينادون بها ثمّ يتباكون عليها من على المنابر والمؤتمرات؛ علمًا أنّ بعضًا منهم ربّما كان من أتباع هذا أو ذلك من المتنفّذين في وقتٍ ما؛ هذا إذا ما استثنينا احتمالات أنّ مساومات جرت على حساب الذّمم. برأيي، إنّ هذا النّوع من الصّحافيّين هو من عزّز إمكانيّات تهميش هذا القطاع وكبته بوساطة صنّاع القرار؛ فالحريّة حقّ يُنتزَع انتزاعًا بوساطةِ الصّدقيّة والنّضال، وليس حسنةً تُعطى كهديّةٍ من أحد.
أوردُ أمثلةً عن صحافيّين مثل: سليم اللّوزي، وغسّان تويني، وسمير قصير، وتوفيق مشلاوي، وماغي فرح… أصحاب رأي موضوعيّون ومتّزنون، أناس ذوو مبادئ وبصيرة، لا يتذبذبون في مواقفهم، ولا يبدّلون ميولهم بحسب الأجواء السائدة والمصالح والأنظمة.
لقد لاحظتُ أنّ كثيرًا من مفكّرينا وصحافيّينا المغتربين يتغنّون بسحر مواطنهم الأصليّة عن بعد بدلًا من أن يُسهموا في تغذية ذلك السّحر وتنميته. هم لا يغرزونَ جذورًا تُثبّتهم وتثبّت مواطنيهم في أوطانهم، بل على العكس من ذلك، هم يُسهمون في تصحير مواطنهم، وتعريتها من عناصرها البشريّة، والفكريّة، والماديّة. ويتباهى كثيرٌ منهم (بمعلوماتٍ) يستقونها من مصادر غربيّة (مُطّلِعة) غامزين –حرفيًّا- من أنّ «هذا ما ستؤولُ إليه الأمور» و «بحزمٍ لا يقبل الشّك»، (لكأنّ «مصادرهم» أكثر إلمامًا وإمساكًا بمسارات الأمور منهم!).
إمعانًا في التّسليمِ، يعمدُ كثيرٌ من مثقّفينا في بلدان الاغتراب إلى ربط أصغر التّفاصيل بالصّورة الأكبر، إقليميًّا ودوليًّا، ويرسمون الخطوط البيانيّة لتظهير مهاراتهم في التّحليل الاستراتيجي. ليس لديّ شكّ في أنّ تلك المصادر تُقهقهُ علنًا، وتتعجّبُ في السّرّ، عندما تُدلي لهم بمعلوماتها. أُصدقُكم القول إنّ معظم السّاسة يتّخذون الغالبيّة العظمى من قراراتهم تبعًا لردّات فعل عشوائيّة أقرب منها إلى «يا ربّ تجي في عينه»! مستغلّين ضعف، أو جهل، أو خوف الفرقاء المُقابلين. قليلًا جدًّا ما يفقه صنّاع القرار الأجانب شيئًا من جوهر الأمور، ولا يتفهّمون خصائص الشّعوب الثّقافيّة والتّاريخيّة الّتي يتدخّلونَ في شؤونها.
عندما يُصبحُ بعضاً من مفكّرينا وصحافيّينا المغتربين أصداءً للمصادر الغربيّة، فهل ثمّة من يشكّ في أنّ هؤلاء السّاسة سيُحاولون استغلالهم لدفع جداول أعمالهم، سواء بعلمٍ أو من غير علمٍ؟ هم بذلك يفسحون المجال للتّدخّلات الأجنبيّة، ويُسهمون في حصار دولنا والضّغط عليها بوساطة جماعات الضّغط (واللّوبيات) الغربيّة متغيّرة الأهواء والولاءات بحسب المصالح. فالشّركات الغربيّة بمعظمها تدمجُ خططَ إجهاضٍ في الخططِ والتقنيّات الّتي تُصدّرها إلى بلدانِ العالم المُختلفةِ، وهي بذلك تحرص، محقّةً، على مصالحها. فلطالما ما عمدت إلى تسويق تقنيّات معيوبة وخطط عملٍ مغلوطة ثمّ طرح بدائل عنها بعد أن قبضوا الأثمان. كذلك تفعل دور نشرهم؛ فهي بالإجمال لا تتبنّى قضيّةً ما إلّا خدمةً لغايةٍ أو تصفية حسابات مع نظامِ الحكمِ مثل ما يحدثُ الآن مع الرّئيس ترامب واستغلالها للأحداث الدّوليّة، أكانت محقّةً أم لا، لمحاصرته والتّركيز على انتقاده. هي كثيرًا ما تدعو إلى تغيير أنظمة حكم أو قطع الإمدادات الاقتصادية والعسكرية كوسائل ضغط على المُستهدفين منها، فللغلاة من صحافتنا (المُغتربة) أقولُ إنّ ترداد مقولات الصّحافة الغربيّة له أثمان تفوق برأيي الإيجابيّات.
على صحافتنا بذل مزيدٍ من الجهدِ لاكتساب ثقة شعوبها وقياداتها واحترامها أوّلًا، فمتى كانت آخر مرّة غطّت فيها وسائل إعلامنا أحداثًا عالميّة، مثل: أسباب الهجرة غير الشّرعية من بلدان مثل العراق، والصّومال، وأفغانستان… تغطيةً معمّقة تركت بصمتها في الرّأي العام العالميّ، أو حقّقت سباقات صحفيّة يُشهدُ لها بها، وتوجّهت لإيصال وجهات نظرنا بموضوعيّةٍ، واتّزانٍ، ومناقبيّة مهنيّة ومن دون أيّ محاباة، ومن دون الاتّكال على الوكالاتِ الدّوليّة للأخبار؟ أهناك ما يخدش العزّة الوطنيّة أكثر من تناول رئيس إحدى دول أميركا الشّماليّة وبكلامٍ تضمينيّ مسيء يصفُ به «مُندَسّين من الشّرق الأوسط وسط قافلة المهاجرين» الّتي تتّجه إلى حدودِ دولته الآن؟ أثمّة من اعترض أو أبدى ردًّا على الضّرر الذي يلحق بسمعتنا على صعيد الرّأي العام العالميّ؟ أثمّة أسوأ من تدخّل الغرب في شؤوننا الأمنيّة بغية تجفيف مصادر الهجرة وفرض وصايات علينا مثل إقامة مخيّمات أوروبّية لغربلة اللّاجئين على تُرابنا الوطنيّ أو في بلدان أفريقيّة، أو تسيير دوريّات خفر بحريّة مُقابل تلك الشواطئ؟
إضافةً إلى التّحليل في السّياسة، ثمّة أمورٌ تُساويها في الأهمّية أو حتّى أكثر منفعةً منها وتُصيب المواطن والوطن في الصّميم. يجب أن يكون لدينا إسهاماتٌ في الصّحافات المتخصّصة والاستقصائيّة في الاقتصاد، والاجتماع، والعلوم والقطاعات كافّة؛ فالمصداقيّة تُبنى تدريجيًّا بالعَرَقِ والتّضحيات، وتُكتَسب هيبتها من الجدارة والاحتراف والالتزام، والتقدّم لا يقتصر على السياسةِ حصرًا؛ فالاقتصاد والثّقافة أثبتا، وفي التّاريخ الحديث، أنّهما رافعتان للحريّة السّياسية كما تظهّر تباعًا في الصّين في العقد الحاليّ، وأوروبا الشّرقيّة ما قبل وما بعد سقوط السّتار الحديديّ سنة (1990). إنّ نجاح (الدّيمقراطيّة) في كوريا الجنوبيّة حدث بسبب النّمو الاقتصاديّ الّذي سبقها. الأمر ذاته حدث لإسبانيا واليابان؛ ولكن (الدّيمقراطيّة) ليست مضمونةً إلى الأبد حتّى في أكثر الدّول حريّة إذا لم تواكبها قيمٌ ومبادئ إنسانية يُستمات في الدّفاع عنهما. (الدّيمقراطيّة) هشّة، وهي قابلة للتّحلّل والاندثار كما يشهد عليه واقع الأمر في الولايات المتّحدة، والبرازيل حديثاً جداً. كلّ هذا مؤشّر على أهميّة ألّا يبالغ مثقّفونا وصحافيّونا بالتّشبّه بالغربِ وأن يجنحوا باللحاق به. أمّا إذا أصرّوا على ذلك، فالتصرّف بالمناقبيّة المهنيّة نفسها الّتي يتمتّع بها هؤلاء هو الأنفع: إنّ عددًا كبيرًا من الصّحافيين الأوروبيّين والأمريكيّين خاطروا -وما زالوا يُخاطرون- بحيواتهم لتغطية أخبار الحروب، أو لفضح الفساد أو المخاطرة بدخول السّجون فحسب بهدف الحفاظ على سرّيّة مصادرهم ومخبريهم.
(جوزيف بوليتزر) الّذي يُعدّ واحدًا من أهمّ الصّحافيّين في التّاريخ، عُرِّض للمحاكمة بتهمة التّشهير عندما كشفَ الفساد في حفر قناةِ باناما. هل الفرار أو الثّبات هو البديل الّذي يلجأ إليهِ الصّحفيّون الغربيّون عندما يتقصّون فسادًا في واحدةٍ من كبرياتِ الشّركات الدّوليّة الّتي لا تقلّ خطرًا وبطشًا على النّفوس من أدهى (الدّيكتاتوريّات)؟
لا أعني أن أحمّل الصّحافة والمثقّفين المغتربين كلّ أوزارنا؛ ولكنّها –ربّما- تُسهم في تغطية التّقصير والأخطاء بوساطة التّرداد، أو قصر النّظر، أو المحاباة، أو الخوف. هي مُخطئة في تخلّيها عن نشر الوعي وتحفيز الشّعور بالانتماء الوطنيّ والقوميّ؛ لذلك أعقدُ أهميّةً كبيرةً على دورها في تحفيز العقل الجماعي ونفح المسؤوليّة، وتزكية سياسات الثّواب والعقاب.
أحترمُ صحافتنا المحلّيّة وعمل صحافيّينا في حالاتٍ أدركُ صعوبتها وخطورتها؛ ولكن أنصاف الحقائق والتسليم ما عادا مُجديين -من وجهة نظري- ولأنّني أعرفُ العالم، ولأنّني أعرفُ أّن مثقّفينا أكثر قدرةً على العطاء، وأكثر صلابةً، أكتب مقالتي. فأنا متيقّنٌ من أنّنا قادرون على بناء مؤسّسات واعية وتصحيحيّة تضمنُ رفعة أوطاننا ومكاناتنا؛ ولكن هذه مؤسّسات لن تبني نفسها بنفسها، بل تتطلّب بُناةً مثابرين وعاقدي العزم.
إنّ أخطر ما يُمكن أن يفعله شعبٌ هو إهدار أعمار أجيال متتالية وإبقاء نفسه خارج الحضارة، فذلك وجهٌ من أوجهِ القتل الجماعيّ. أنا –قطعًا- من أشدّ مؤيّدي التّقدّم، والحداثة والحرّية؛ ولكنني أدعو إلى شقّ طريقنا الخاص، والإسهام بإغناء الحضارة الإنسانيّة بإسهاماتنا عوض الاكتفاء بالتلقّي والاستقاء من معين الغرب، واللّحاق بمن يقودنا إلى مصيرٍ سيِّئ مهما علا وكثُرَ عدد المصفّقين والمنتقدين والمشكّكين وضجيجهم بيننا. أمّا للمسلّمين بالتّفوّق الغربي وديمومته، فأقول: لست من الدّاعين إلى البكاء على الأطلالِ ولكنّني في المقابل لا أقرّ بتفوّق الآلة الغربيّة؛ فالعالم اليوم لا يحترم إلّا الأقوياء ولكن القوّة لا تكون بالعسكرة فحسب: بل هي القدرة العلميّة والثّقافيّة، إضافة إلى إمكانات الآلة الحربيّة، وما السّبيل الّذي تتّخذهُ دول الخليج إلّا المسار الأفضل بغية الوصول إلى هذا الهدف؛ فهي قد طوّرت الرأسمال البشري وتراكمه نتيجة توسّع التّعليم وانتشار المعرفة والتّعامل مع الثّقافاتِ الأخرى، فأصبح لديها جيل يُعتمد عليه في بناء مجتمعاتٍ جديدة.
تاريخيًّا، أحكم الاستعمار قبضتهُ على خناق الدّول بوساطة إغراقها في الدّيون ثمّ استيفاء حقوقه بنهب مواردها الاقتصاديّة والطّبيعيّة. عند محاولة أيّ دولةٍ من الدّول المدينَة الإفلات من تلك القبضة، عرّضت هذه الأخيرة نفسها إلى عقوبات جماعيّة، ومقاطعة، واقتصاص الهيئات الدّوليّة والمصارف والتّكتّلات الكبرى الّتي أنتجها الغربيّون لتعمل كقطيعٍ من الذّئاب وظيفته إنشاء مجموعات ضغط ومُطَاردة، تؤدي وظيفة الجلّاد بكفاءةٍ لم تكن متاحةً لأيٍّ منها على أدائها فيما لو عملت مُنفردة، وقد أثبتت هذه (الاستراتيجيّة) فاعليّةً وديمومة أكثر من ركون الدّول الغربيّة إلى استعمال القوّة العسكريّة الّتي لم تبخل في استعمالها. هذا النّمط التّاريخي، أكّده لنا أبرز المثقّفين العرب، مثل: إدوار سعيد في كتاب «الاستشراق»، وألبير حوراني في «تاريخ الشّعوب العربيّة» على سبيل المثال لا الحصر.
برأي، إنّ وهج (التّفوّق الحضاريّ) الّذي ولّدته الثّورة الصّناعيّة الغربيّة قد بدأ يخفت بوتيرةٍ مُتسارعة، حتّى لا أقول بأنّه على وشك الأفول للأسباب الّتي أفصحت عنها في مقالاتي السّابقة؛ للتّذكير: دمار نسيج الدّول الغربيّة الاجتماعيّ وانحدار الحياة المدنيّة وتدهورها، إضافةً إلى الجنوح المُتدرّج لأنظمتهم نحو (الدّيكتاتوريّة) بسبب التّطرّف في اعتماد المنطق والعلم كركيزةٍ أساسيّة للحضارة، وما انتخاب الرّئيس ترامب وصعود اليمين المتطرّف في أنحاء أوروبا كافّةً سوى خير دليل على ذلك.
أدركُ تمامًا بأنّ الثّورة في تكنولوجيا الاتّصالات، والمعلومات، والعلوم الحيويّة إضافةً إلى غيرها في كلّ المجالات ما هي إلّا في بداياتها؛ ولكن المردود المتوقّع منها سيكون متضائلًا بنظري لأنّها بدأت تصبو وتدريجيًّا إلى المغالاة، والتّسخيف، وعقم التّفاصيل؛ ترمي إلى تصفية الماء من البعوضة! فما الفائدة إذا كسبت البشريّة سباق التّكنولوجيا وخسرت نفسها؟ فكلّ ما بُنِيَ على باطلٍ، هو باطل.
لقد حان لنا الوقت كشعوبٍ شرقيّةٍ أن نكون أكثر انتقائية في تعاملاتنا مع الدّول الصّناعيّة وأقلّ تسليمًا بطرائقها، وقيمها، وما ترمي إليه وتستهدفه، وخاصّةً أقلّ انبهارًا بتقنيّاتها. علينا أن نستخلص الدّروس من الأحداث والتّطوّرات الّسياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة التي تشهدها تلك المجتمعات واختيار ما يُناسبنا منها وطرح الباقي جانبًا مهما علا وكثُرَ عدد وضجيج المصفّقين والمنتقدين والمشكّكين في صفوفنا.
حفاظًا على الموضوعيّة والنّقد البنّاء، علينا أن نطرحَ البديل وأن نُسهم مجدّدًا مع غيرنا من الدّول الشّرقيّة كاليابان، والهند، وروسيا، في تقدّم الحضارة الإنسانيّة. أمّا طرح البديل فيتطلّب خلوقيّةً وإقدامًا وشجاعةً افتقدناها منذ أكثر من (100) عامٍ في الأقلّ، وهو يتطلّب إرادةً، وجهودًا، وأثمانًا، وتضحيات.
بعيداً عن التّعميم؛ ولكنّنا كأفرادٍ، غالبًا ما نبحثُ عن المكسب الآنيّ والمادّي مُتغاضين عن تبعاتِ خياراتنا وانعكاساتها البعيدة المدى. فإذا ما رغبنا بشيءٍ، استوردناه، وهذا طبيعيّ. هذا –بالتّحديد- ما أقدمت عليه أممٌ كثيرة مثل: اليابان (ما بعد الحرب العالميّة الثّانية)، والهند، والصّين، والبرازيل؛ ولكنّ هذه المجتمعات لم تكتفِ بذلك؛ فبعد أن التقطت أنفاسها واعتمدت على استيراد المعرفة، بدأت بتطوير قدراتها الذّاتيّة بانتهاج سياسة التّقليد واستعمال تقنية تُعرَف باسم «الهندسة المعكوسة». رويدًا رويدًا، راكمت هذه المجتمعات المعرفة وبدأت بتطوير بناها التّحتيّة وتأهيل مواردها البشريّة والاستثمار في البحث والتّطوير بعيدَي المدى بغية ابتكار أفكار ومنتجات وخِدْمات ضاعفت من أرباحها التجاريّة بالدّرجة الأُولى. أمّا الأهمّ فكان أنّها عزّزت احترام النّفس، والمصداقيّة، وانتزعت اعتراف الغير، وأكّدت شخصيّتها الوطنيّة. أصرّت تلك الدّول على امتلاكها لمقدّراتها والتّخفيف من تأثير الضّغوطات الأجنبيّة في استقلاليّة قراراتها والتحكّم بمصائرها، ولتبيان مدى أهمّية الإرادة الوطنيّة في بلوغ أرقى المراتب، فما علينا إلّا الالتفات إلى القيادة الاستثنائيّة لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة لما حقّقته في كلّ المجالات وسعيها الدّؤوب الى بلوغِ المزيد. الدّولة الإماراتيّة هي بحقٍّ من مصافِ الدّول الأكثر تقدّمًا وتحضّرًا. هذا ما يمدّني بالأمل والثّقة كمواطنٍ عربيّ.
تحظى الاقتصادات الشّرقيّة والعربيّة على وجه الخصوصِ بالمصادر المطلوبة كرأس المال والمهارات؛ ما يدفعُ للسّؤال لماذا لا نستخدم عمومًا مقدراتنا على الوجهِ المفروض؟
لقد حقّق الغربُ قفزات ونجاحات في مجالين أساسيين: قبول المخاطرة، والحوكمة الجيّدة. هاتان الصّفتان أساسيتان لتشجيع الابتكار وتطبيق مبدأ المحاسبة أو المكافأة على المستويين الفرديّ والمجتمعي، وإنّي لا أرى أيّ عوامل نجاح أُخرى لا نحظى بها نحن الشّرقيّين وبوفرة. كلا الصّفتين هما ضمن المقدرات الإنسانيّة الّتي يُمكن استغلالها على الدّوام على افتراض أنّنا نملك الإرادة الكافية.
إنّ وجودَ أو عدم وجود الإرادة ينطبق على كامل أوجه المجتمع بدءًا من السّياسة، مرورًا بالاقتصاد، وانتقالًا إلى علوم الأحياء والبحث العلميّ … وانتهاءً بالفكر والإعلام والصّحافة.
النّقاط الثّلاث الأخيرة ينبغي لي التوقّف عندها نظرًا إلى أهمّيتها في نشر الوعي الجماعي وتأثيرها في الرّأي العام.
… يُتبع
أمّي…لم يفرّقنا الموت.
باكراً في الحياة حضنتني؛
ومن ثمّ مددتُ يدي إليك في السموات
تغيّر التواصل وليس الحبّ… فذاك قد تكثّف في النواة.
لن تكون الساعة قريبةَ عندما يرتئي الخالق استرداد شعلته،
فأنا أتوق الى رؤية تلك البسمة الدافئة
وإلى سماع تلك النبرة الحازمة
والتمعّن بشخصيّتك الآسرة.
عندها، فقط، سأتيقّن من أنّني قمت بواجبي كاملاً عندما رعيت الأبناء.
أمّي، كنت ولا أزال أتحرّق شوقاً الى أوّل لحظة تتلامس بها عظامي بعظامك؛ في لحظةٍ يتجمّد خلالها الزمن ويرتعش فيها طيفي ويرتعد،
ومن ثمّ… من الرماد وإلى الرماد نعود.
لكنّ الحارس بادَر وتآمَر وحرَمني حتّى من ذلك الامتياز
عندما وطأت قدمه مثواك…
لذلك ها أنا أتضرّع للريح:
هبّي وبعثري وانشري ذرّاتي في رحاب المعمورة
فأنا… جزء من ذلك الغبار.